تفاصيل رحلة الطائرة 1295 العسكرية المصرية من جحيم كابول



قبل منتصف ليل القاهرة من مساء أمس الإثنين، حطت الطائرة العسكرية C130، على مهبط مطار قاعدة شرق القاهرة الجوية، حاملة معها العشرات من المواطنين المصريين الناجيين من "جحيم كابول"، في رحلة وصفت بأنها رحلة النجاة إلى الوطن، بعد ما رأواهُ من مشاهد لم يكن أن يتخيلو أن يروها في يوم من الأيام.

لم تكن الطائرة العسكرية التي كانت تحمل رقم 1295، مجرد طائرة تحمل مواطنين مصريين عائدين من افغانستان فحسب، بل كانت تحمل قصص ورويات مختلفة لـ 43 مواطنًا مصريًا، عائدين لأرض الوطن، بناءً على توجيهات الرئيس السيسي للأجهزة المعنية بضرورة إعادة المصريين من كابول.

أوقفت الطائرة مُحركاتها، وبدأ المواطنون بالنزول منها، نزلوا إلى أرض الوطن، الوطن الذي أرسل طائرته إلى دولة سيطرت عليها حركة طالبان، وحطت طائرتها في مطار "الفوضى" هي ما تسيطر عليه.

عملية إعادة المصريين المتواجدين في أفغانستان، لها أهمية خاصة نظرا للمشهد الحالي في أفغانستان، كما أن إعادة المواطنين من بؤرة ملتهبة مثل "بؤرة كابول"، لا يمكن لأي دولة أن تخطوها إلا كدولة مثل مصر، لديها من الإمكانيات والقدرات ما يجعلها قادرة على تنفيذها بكل دقة وحرفية عالية، كما أن المواطن المصري في ظل الجمهورية الجديدة أمنه وسلامته محفوظة.

توجيهات الرئيس بعودة المصريين من افغانستان

فور اندلاع الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة الافغانية كابول، بداية من سيطرة حركة طالبان على الحكم، وغياب الأجهزة الأمنية الرسمية عن المشهد، وانتشار المسلحين على الطرقات والقيام بعمليات السرقة والنهب، كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، واضحة وصريحة، بأن أمن المواطنين المصريين في افغانستان هي أولوية قصوى لكافة الأجهزة المعنية المصرية.

وقد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أوامرهُ بإعادة المصريين من افغانستان، وعلى الفور أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها بإقلاع طائرة عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية؛ من أجل عودة البعثة الأزهرية والجالية المصرية كذلك مسئولي السفارة المصرية، وذلك في إطار توجيهات الرئيس.

ووصلت الطائرة، مساء أمس الإثنين، إلى قاعدة شرق القاهرة الجوية، وسط استعدات طبية وإدارية ولوجستية من قبل القوات المسلحة؛ لخدمة المواطنين وتذليل كافة العقبات أمامهم.

المخابرات العامة وحماية الجالية المصرية في كابول

على الرغم من الأوضاع الأمنية الكارثية التي كانت موجودة في كابول، إلا أن السفارة المصرية في افغانستان كانت  "حصنًا " بفضل رجال المخابرات العامة المصرية، الذين قاموا بتأمين أعضاء البعثة المصرية منذ بداية الأحداث حتي تأمين وصولهم إلى الطائرة التي ستقلهم إلى القاهرة.

فـ "صقور مصر" من رجال المخابرات العامة، كان لهم دورًا كبيرًا و أساسيًا في تأمين أعضاء البعثة المصرية داخل مقر السفارة بكابول، و تأمين التحركات من مقر السفارة إلى المطار لإعادتهم مرة أخرى إلى أرض الوطن، في ظل أوضاع أمنية بالغة الصعوبة بكل المقايس، في حين أن الكثير من أعضاء البعثات الدبلوماسية قد فشلت في ترحيل جاليتها وأعضائها، إلأ أن مصر نجحت بكل دقة وحرفية في تنفيذ مهمتها بنجاح.

لقد نجح رجال المخابرات العامة المصرية بكل دقة وحرفية عالية في حفظ أمن البعثة الأزهرية بكابول، حتى تمت عملية الإجلاء بطريقة حرفية وبدقة عالية، وقاموا بتذليل كل الصعوبات التي واجهتها البعثة والجالية المصرية بكابول حتى وصلوا بسلامة الله إلى الطائرة في المطار.

القوات المسلحة واستقبال العائدين من افغانستان

استقبل عدد من قادة القوات المسلحة المصريين العائدين من افغانستان، وذلك فور هبوط الطائرة المصرية إلى قاعدة شرق القاهرة الجوية العسكرية، كما قدمت القيادة العامة للقوات المسلحة كافة أوجه الرعايا والدعم للعائدين إلى أرض الوطن، وقامت بتذليل كافة العقبات أمامهم، وتوفير الرعايا الكاملة لهم.


الناجون من جحيم كابول يتحدثون

التقى موقع صدى البلد العائدين من أفغانستان؛ حيث كشف الدكتور شوقي أبو زيد، رئيس البعثة الأزهرية بأفغانستان، أنه كانت هناك اتصالات مستمرة ودائمة للقيادات السياسية في مصر مع القنصلية المصرية في كابول، وقد جائته التعليمات بصفته رئيسًا للبعثة بضرورة الانتقال الفوري لمقر السفارة المصرية تأهبا للعودة إلى مصر.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أنه بالفعل ذهب لمقر السفارة ومعه أعضاء البعثة الأزهرية، وتحرك الجميع من مقر السفارة للمطار، من أجل استقلال الطائرة المصرية والتي أقلعت من افغانستان إلى مطار إسلام آباد في باكستان حتى وصلت إلى مطار القاهرة.

في ذات السياق،  أكد أحمد عامر؛ أحد مسئولي السفارة المصرية في أفغانستان، أن القيادة السياسية لا تنسى أبنائها؛ وأنهم بمجرد اندلاع الأحداث الأخيرة في أفغانستان، كان الرئيس السيسي يتابع الأحداث وأخبار الجالية المصرية يوميا، ولولا جهود الرئيس والقوات المسلحة ما كنا عدنا بسلام. 

و قال عبد العظيم عبد الحليم؛ موجه أول بالبعثة الازهرية في أفغانستان، إن مصر تحافظ على أبنائها في الخارج كما تحافظ على أبنائها في الداخل سواء بسواء، مؤكدا أن أعضاء البعثة كانوا على يقين بأن القيادة السياسية لن تتركهم في ظل الأوضاع غير المستقرة التي تشهدها أفغانستان.

وقال الشيخ أحمد محمد؛ من أعضاء البعثة الأزهرية في افغانستان؛ إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بذل جهودا كبيرة من أجل عودتهم إلى أرض الوطن، وأن القوات المسلحة قدمت لهم كل الدعم والعون واستقبلتهم بترحاب وحفاوة كبيرة.

فيما أعرب الشيخ جمعة عبد الرحيم؛ من أعضاء البعثة الأزهرية في أفغانستان، عن سعادته الكبيرة بعودته إلى أرض الوطن، مؤكدا أن الجميع شعروا بالفخر بمصريتهم، وأن كرامة المصري مصانة في الداخل والخارج بفضل القيادة السياسية الحكيمة التي لا تنسى أبناء الوطن في أي مكان.

المصدر: موقع صدي البلد

0 التعليقات:

إرسال تعليق